السبت، 22 مارس 2008


يقول أدم الطاهر حمدون ، القيادي في المؤتمر الشعبي بقيادة دكتور الترابي ، أنه لا يملك شيئاً أنذاك يحول بين القتلة والقتيل ، ويقول أنه لم يسمع بحركة بولاد ونهايتها إلا بعد فوات الآوان .أما الدكتور علي الحاج فقد راوغ كثيراً ، فهو لا يريد الخوض في تفاصيل هذه الحادثة ، وهو بالتأكيد يعلم الكثير ، فداوود يحي بولاد كان معروفاً في أوساط الحركة الإسلامية .أما الشاهد الأكبر فهو الطيب إبراهيم محمد خير ( السيخة ) ، فمعظم المعلومات التي خرجت للإعلام مصدرها مكتب الطيب سيخة .جريدة ( آخر لحظة ) التي كان يصدرها الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم كان أول من نشر الخبر :(( داوود بولاد أرتد عن الدين بعد ما وضع الصليب حول عنقه ..مزّق المصحف الشريف وعاقر الخمر ..أمر بتهديم المساجد ..أعتدى على الحرث والنسل بعد أن رفع السلاح في وجه الدولة ..لقد لقي الجزاء الذي يستحقه ))عُقدت محاكمة سريعة غير معلنة ، ولا نعرف على وجه التحديد كيف قُتل داوود بولاد ، لكنه بالتأكيد قُتل بطريقة بشعة بعد أن تعرّض لتعذيب مروع ، طريقة قتله كان فيها الكثير من التشفي والانتقام .وسؤالي هو :من هو داوود يحي بولاد ؟؟ ومتى بدأ خلافه مع الجبهة الإسلامية القومية ؟؟وكيف نشأت حركته ؟؟ وما العلاقة التي كانت تربطها بالحركة الشعبية ؟؟وهل صحيح أنه أرتد عن الإسلام ومزق المصحف وقلّد عنقه بالصليب ؟؟ أم أن الإنقاذ أرادت بهذه المزاعم إثارة نقمة الناس على أول قائد حركة تحرر عسكرية في دارفور لا يعرف الناس عنه الكثير ؟؟الكثير من الأسئلة ظلت بلا إجابة لمدة ستة عشر عاماً من غير أن تصدر دراسة مستقلة عن اسباب قيام هذه الحركة ونهايتها بهذا الشكل الماسأوي .
فكرة إستخدام القبائل ضد بعضها البعض سلاحٌ أستخدمته الإنقاذ بعد قضائها على هذه الحركة الوليدة ، وقتها كانت الإنقاذ مشغولة بحرب الجنوب ، لذلك كان خوفها الكبير أن تُفتح عليها جبهة في دارفور .يُعتبر الطيب سيخة أول من اسهم في تكوين حركة الجنجويد والتي كان قومها من القبائل العربية التي تقطن إقليم دارفور ، وُصفت حركة الجنجويد عند أول نشأتها بمجموعة الفرسان ، والنصر الذي حققته الإنقاذ على حركة بولاد جيّرته لصالح الفرسان أو الجنجويد كما يسمونهم اليوم .لكن الإنقاذ تحاشت ترداد هذا النصر في وسائل الإعلام كما كانت تفعل مع الحركة الشعبية ، ربما أيقنت أن حركات التمرد في السودان لا تنتهي عادةً بموت القائد ، سواء كان موته طبيعياً أو في ميدان القتال ، حلقة مسجلة في تلفزيون نيالا هي الدليل الوثائقي الوحيد على وجود هذه الحركة ، بعدها اُعدمت كل الأدلة .. صمت إعلام الإنقاذ عن الخوض في التفاصيل ..لكن مهما قلنا يمكنني الجزم أن حركة الشهيد بولاد هي التي مهدت لنشوء حركات المقاومة الجديدة في دارفور ، فقد أستفادت الحركات الجديدة من الخطأ الذي وقعت فيه حركة الشهيد بولاد ، وبالذات في ما يخص الدعم الإقليمي والحراك السياسي ، صحيح أن حركة الشهيد بولاد بدأت في الخفاء لكن الظرف السياسي أنذاك لم يكن مؤاتياً ، فحتى أبناء دارفور جزء كبير منهم كان داخل منظومة الإنقاذ ، والأزمة بين المركز والهامش لم تكن بنفس الوضوح الذي نراه اليوم .
أيام الشهيد داوود يحي بولادأعتذر للأخوة القراء إن كان توثيقي لحركة الشهيد داوود بولاد قد أثار بحر أحزانهم ، ربما صورة التشفي والانتقام التي مارسها النظام وهو يقمع هذه الحركة الوليدة هي التي جعلت لحظات حزننا تدوم وتدوم لعقود من الزمن ، فرغم التعتيم وإفراغ أضابير الدولة عن كل ملف يخص هذه الحركة إلا أن الكثير في طور خروجه إلي العلن ، فلم يعد الفرقاء كسابق عهدهم كالبنيان المرصوص كما كانوا يسمون أنفسهم ، فعدوى التشرذم سرت في أوصال الجسد المقطع بالأوبئة المميتة ، ولا زال السؤال عالقاً في الأذهان ..كيف بدأت الحركة ولماذا انتهت بهذا الشكل الذي لم يكن يتوقعه أحد ؟؟كل ما يتعلق بهذه الحركة نُشر في الصحافة الخلفية لحكومة الإنقاذ ، مقتطفات من الحدث نُشرت وتحت أسماء مُستعارة في صحيفة ( المسيرة ) ، وهي صحيفة كان يصدرها الاتحاد العام للطلاب السودانيين ، وبعض المقالات التي تطرقت للواقعة نشرت في مجلة ( الملتقي ) التي كان يرأس تحريرها مناصفةً كل من محي الدين تيتاوي والمرحوم محمد طه محمد أحمد .عرّض تلفزيون السودان تقريراً مصوراً ظهر فيه الطيب إبراهيم محمد خير وهو يعانق قوات الفرسان التي نسب إليها النصر ، وقوات الفرسان كما أسلفنا هي أول نواة للجنجويد قبل أن ينتقل الملف إلي الوزير أحمد هارون ، قال الإعلام الحكومي أن الحركة كانت تتكون من مائتي مقاتل ، وقد كانوا في طريقهم إلي جبل مرة لكن العتاد الثقيل الذي كانوا يحملونه قد أعاق سيرهم ، مما جعلهم يسقطون كفريسة سهلة في يد القوات الحكومية ، لا أعلم على وجه التحديد العدد الذي نجا من القتل والأسر من بين هؤلاء المائتين لكن التقارير الحكومية أشارت إلي فرار عبد العزيز الحلو، ولا ادري هل يقصدون بهذا الاسم القائد عبد العزيز الحلو ممثل الحركة الشعبية عن قطاع جبال النوبة أم شخص آخر تخيلته ذاكرتهم ؟؟ ، كما نوّه أخي المستشار إبراهيم علي إبراهيم أن الشهيد داوود بولاد قد أُعدم عن طريق محاكمة غير علنية ، لكن في حقيقة الأمر أنه اُعدم بلا محاكمة ، واختلفت الروايات فهل هو أُعدم في نيالا ؟؟ أم في العاصمة الخرطوم بعد أن نُقل إليها بواسطة المروحيات ؟؟ ، والغريب في الأمر أن أبناء دارفور في الحركة الإسلامية كانوا بعيدين عن هذا الملف ، ولذلك نراهم اليوم يتنصلون عن معرفتهم بالكيفية التي أُعدم بها الشهيد بولاد ، هذا عار يدفعون ثمنه اليوم بعد أن رأوا كيف أن النظام الذي مكنوه في السلطة يتحول إلي وحش كاسر ، يقوم الآن بهدم منازلهم وتجريف قراهم ، صحوة الضمير جاءت متأخرة ، وقد سبق السيف العذل كما قال أخي المستشار إبراهيم علي إبراهيم وهو يجيب على الأسئلة القاتلة للنجمة الإذاعية الأستاذة منتهى الرمحي .كان الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بيلا يكرر دائماً : لولا الحلم لما قامت الثورة ، الشهيد داوود بولاد كان روح ثورة المهمشين في دارفور ، فقد مات واقفا وحلمه بالثورة لم يكن سراباً ً ، وشهادة جامعة الخرطوم في الهندسة وحفظه للقرآن الكريم وانخراطه المبكر في تنظيم الحركة الإسلامية لم يعطياه ميتةً مميزة تفصله عن الواقع المرير لأهل دارفور ، مات مثله ومثل أي أم دارفورية لقيت ربها وهي تضم إلي حجرها طفلها الرضيع وهي تظن أن جسدها الواهن سوف يعصمه من حميم الطائرات المغيرة ، يقول الأستاذ محجوب حسين أن عدد قتلى دارفور بلغ في ثلاثة سنوات 500 ألف ، وهو نصف شهداء الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي في ثلاثة عقود من الزمن ، لكن الشهيد بولاد قد تبوأ هرم هذه القائمة من الشهداء ، فقد مات من أجل كرامة أهل دارفور منذ وقت مبكر ، مات وهو يرى الموت في عيون جلاديه الذين قتلوه سراً ثم أخفوا جثته في حرز حريز ، خافوه وهو على قيد الحياة ثم خافوا أن يخرج خياله من عتمة القبر ليطالب بالعدل و القصاص .لم أنظر وقتذاك إلي حادثة اغتيال الشهيد بولاد بأنها عمل عنصري ، أي إذا أردت الوضوح أكثر أنها جريمة ارتكبها شخص دخيل ومحسوب لجهة ما ، في حق شخصية من طينة إقليمنا المنكوب وقد ترعرعت في سهوله وهضابه ، لأن الإنقاذ وقتها كانت توّزع الظلم بالتساوي على بقاع السودان ، فهي قد قتلت – قبل عام من حركة الشهيد بولاد- ثمانية وعشرون ضابطاً من أبناء القوات المسلحة السودانية ، جلّ هؤلاء الشهداء كانوا من شمال السودان ، ففي حركة 28 رمضان أعدمت الإنقاذ من كانت تظنهم يسعون إلي إزالتها عن سدة الحكم ، أما بالنسبة لدارفور فهي لم تكن تفرق بين من يحمل السلاح وبين مواطن بسيط يحتمي بحيطان داره ، الكل سواسية أمام آلة الموت والحصد الجماعي للأرواح ، هذا ا يجعل وجه المقاربة يكاد ينتهي لو لم يتلاشى البتة .
سارة عيسي

مرافعة من أجل كابتن جون براون ..داؤود بولاد


مرافعة من أجل كابتن جون براون ..داؤود بولاد
مرافعة من أجل كابتن جون براون: مقال كتبه الفيلسوف
الأميريكي هنري ديفيد ثوريو في 30 اكتوبر 1859، بعد اسبوعين من الغارة التي شنها كابتن جون براون ورفاقه علي مدينة هربيرس فيري الواقعة في مقاطعة جيفرسون غرب فرجينيا، في تلك الغارة، تمكن كابتن براون و حوالي 21 من رفاقه، من الإستيلاء علي مخزن أسلحة في مدينة هربيرس فيري وكان براون يعتقد أن العبيد سيأتون لحمل السلاح والإنتقام من أسيادهم. لكن العبيد لم يأتوا، وفي تلك الأثناء، تحرك مجموعة من الجيش الأميريكي بقيادة الكولونيل روبيرت ليي لإحتواء الموقف، وهاجم الجيش المخزن الذي تحصن فيه براون ورفاقه فقتلوا عشرة من رفاقه وأسروا كابتن جون براون. وجهت إليه المحكمة تهم الخيانة والقتل وتحريض العبيد ومن ثم قضت عليه المحكمة بحكم الإعدام شنقاَ ونفذ فيه الحكم في 2 ديسمبر1859. ورغم ان البعض كان يري أن كابتن براون رجل فاشل إلا ان الكثيرين كانو يكنون له التقدير والإجترام، قال فيه واحد من الذين حضروا تنفيذ حكم الإعدام: هذا الرجل بقدر ما علمني كيف أموت فقد علمني كيف أحيا. هذه المحاولة هي التي مهدت الطريق فيما بعد الي الحرب الأهلية الأميريكية.في المقال مرافعة من أجل كابتن جون براون وصف الفيلسوف هنري ديفيد ثوريو كابتن براون بالــ(الراديكالي المقاوم للعبودية) وهي وجهة نظر مخالفة للفكر السائد بين جمهور الجنوب الأميريكي آنذاك ـــــ وقد فند ثوريو إدعاءات الصحف وأقرانه الذين وصفوا الطابتن براون بالغباء... ورسم في المقال لوحة فريدة للرجل الذي إختار الضد بإحتضان المبدأ. الرجل الذي دفعه إلتزامه بالعدالة وأحترامه لدستور الولايات المتحدة إلي مقاومة الظلم المدعوم بواسطة الدولة. يقول ثوريو عن كابتن براون: "إنه رجل فريد ومميز وذو أخلاق عال وإنسانية".إنتقد الفيلسوف هنري ديفيد ثوريو الأمريكيين الذين أبدوا عدم إرتياحهم بالكابتن جون براون و موقفه الشجاع ضد الإضطهاد والمعارض لإخوته البيض..يقول: "لا يمكن لهؤلاء أن يقارنوا أنفسهم بالكابتن جون براون بسبب مواقفهم المخزي ووجودهم "الخامل" لأنهم في الحقيقة ليسوا بأحيا..بل أناس فقط عاشوا." إنتقد ثوريو أيضاَ المسحيين المعاصرين الذين يؤدون الصلاة ثم يخلدون الي النوم وهم يعرفون أن الظلم واقع علي أربع مليون مواطن أميريكي. وقد أوضح هنري ديفيد ثوريو في مقاله الشيق للذين أعتقدوا أن كابتن براون ورفاقه الأشاوس ما هم إلا قلة إختاروا أن يعبثوا بحياتهم أن كابتن براون ورفاقه قد إنحازوا للضعفاء فضحوا بحياتهم من أجل قضية سامية وتساءل ثوريو: متي كان أصحاب الخير والحق والشجعان أغلبية؟نعم الإنحياز للضعفاء فضيلة، وهذا يذكرني بما قالة القس باولو فيريري عن ما يجب ان يكون الموقف الطبيعي لرجال الدين في أمريكا اللاتينية يقول فيريري: الله حق الحق دائماَ مع المضطهد، المظلوم و والمعذبون في الأرض.في مطلع التسعينات من القرن الماضي إمتضي داؤد بولاد صحو الإنحياز للضعفاء وإتجة صوب دارفور لكن قوي الظلم غدروا به...قد كان الحق معه ومع أهله في الغرب. داؤد بولاد هو الرجل الذي علمنا في الزمن المعاصر معني الإنحياز ضد الظلم...هو الذي علمنا كيف نموت وكيف نحياأبراهام مدوت باك دينق


http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1122320227

داؤود بولاد .. باتريس لوممبا السودان




داؤود بولاد ..
باتريس لوممبا السودان ...




محمدين محمد اسحق . بلجيكا ..

داؤود يحي بولاد .. اسم لا شك ان التاريخ سيتوقف امامه طويلأ . ثوري من الطراز الاول مضي شجاعأ رافع الرأس ولم ينحني لجلاديه ولم يتوسل لهم .. انه الحي الذي ابكي الموتي !! فقد رويّ ان رفيقه في الحركة الاسلامية الطيب محمد خير حينما دخل عليه في معتقله خرج منه وهو يبكي..عرف بولاد بالصلابة وشدة مراسه فهو حين كان من قيادات الحركة الاسلامية الطلابية كان زائرأ دائمأ في المعتقلات المايوية و قيل ان سلطات امن نميري عذبته كثيرأ حتي انها نزعت اظافره ولم تستطيع ان تنزع منه اعترافأ يدينه او يدين رفاقه .. وكان من الكوادر القليلة داخل الحركة الاسلامية الطلابية الذين يحفظون القران الكريم كاملأ اضافة الي نبوغه العلمي وكارزميته الواضحة وديناميكيته التنظيمية كل هذا جعله من الصفوة الطلابية والتي يشار لها بالبنان في الحركة الاسلامية وكان ممن يعول عليهم الترابي كثيرأ ومما رواه الدكتور حسن مكي مرة جهاز امن نميري قام باعتقال الدكتور حسن الترابي والدكتور حسن مكي اضافة الي المهندس داؤود يحي بولاد ووضعهم في زنزانة واحدة بسجن دبكة شمال الخرطوم وتحركت كوادر الحركة الاسلامية من الخارج ودبرت عملية لتهريب شيخهم من السجن وذلك بواسطة العربة التي تنقل منتوجات مزرعة السجن وحينما اتت ساعة الصفر المحددة للهرب كانت تعليمات الترابي واضحة وحازمة ان الذي ينبغي ان يهرب هو بولاد وليس هو وذلك لمقدرته علي تحريك القواعد الطلابية وفعلأ تم تهريب بولاد من السجن ولكنه ما لبث ان عاد اليه بعد ايام قليلة فقد كان حركة دائبة ولا يرتضي ان يعيش تحت الارض مختبئأ كالفأر من جحر الي جحر ..انسان يجبر عدوه علي الانحناء له كان مثالأ للتضحية والفداء والايثار وقوة العزيمة والشكيمة . وكان وفيأ للحركة الاسلامية فقد ظن انها يمكن ان تحقق قيم العدالة والمساواة والتي يفتقدها المجتمع السوداني ولكنه صدم اشد الصدمة حينما رأي تنظيمه وهو يقوم بدعم قبائل التجمع العربي في حملاتها الاستئصالية تجاه فبائل الزرقة في دارفور فتركها غير اسف قراره ومضي لينضم للحركة الشعبية لتحرير السودان حيث انها دعمته بالسلاح والعتاد وسار في غابات وسهول دارفوربقلة قليلة من الرجال ولكن كان لديه ايمان عميق بانه حالما يصل الي جبل مرة فهناك سياتيه الرجال والفرسان وهناك سيعلن ثورته علي نظام ابارتايد السودان . وحتي حينما انكشفت حملته وخطته وتشتت رجاله كانت امامه فرصة العودة الي غابات الجنوب الاستوائية مع رفيقه عبد العزيز الحلوولكنه لم يفعل فهو لا يعرف الهزيمة او التراجع او النكوص فالهدف وكلمة السر ومفتاح الثورة هو جبل مرة .. وكان لديه ايمان اخر في اهله في انهم سيقفون معه وسيأمنون له المأوي والارضية المناسبة للثورة وما دري بان الخوف والارهاب قد جعل العمد والشيوخ يحجمون عن مساعدته بينما اغرت الحكومة اخرين بالمال والسلطان وفي دليج لجأ الي احد بيوتها وكان يسكن بها احد طلاب الحركة الاسلامية مع جدته وهو كان يعمل فيما يعرف بمكاتب المعلومات الطلابية ولم يتواني الطالب في ان يشي ببولاد لدي مكتب العمليات الخاصة التابع وقتها لصلاح غوش هذا المكتب هو الذي قام باعتقال بولاد واحضاره الي نيالا ..ان بولاد يعتبر من سلسلة ابطال افريقيا العظام صحيح انه لم يفلح في تحرير دارفور وكردفان من براثن ابارتايد السودان الا انه نجح في ان يكسر حاجز الخوف لدي مهمشي السودان.. وقد تغنت حكامات الجنجويد بان فرسانهن قد هزموا بولاد ولكنهم لم يهزموه ولم يقتلوه ولكن شبه لهم !! فلئن حارب بولاد في عام 1990و1991 وحيدأ الا ان دارفور كلها الان اصبحت بولادأ ولا شك ان الحركات الثورية في دارفور اليوم تدين بالكثير لداؤود يحي بولاد باتريس لوممبا السودان.. ونواصل


محمدين محمد اسحق .. بلجيكا








داؤود بولاد باتريس لوممبا السودان(2).. ان داؤود يحي بولاد يعتبر امتدادأ لسلسلة ابطال الحرية في افريقيا مثل كوامي نكروما واستيف بيكو ونلسون مانديللا وبابراك كارمال وسامورا ميشيل وباتريس لوممبا. بل ان سيرة حياة الشهيد يحي بولاد تتطابق كثيرأ مع قصة حياة شهيد افريقيا لوممبا وكأنها قصة شخص واحد.تشابه في الشخصيةوالكارزمية والتضحية والثبات علي المواقف والصلابة في الحق بل الخاتمة نفسها كانت واحدة . فلوممبا كما يصفه احد المقربين منه وهوالدبلوماسي السابق (توماس كانزا) بان لوممبا كان سياسيأ جذلأ واسترتيجيأ ألمعيأ وتكتيكيأ خارقأ لكن لم يكن له متسع من الوقت لكي يستخدم كل هذه المؤهلات كرجل دولة فالاحداث والظروف واصدقاءه المحيطين به واعداءه المتربصين به .كل هذا وذاك دفعه الي التهور واتخاذ قرارات متسرعة وارتكاب اخطاء عديدة وان يقع مفتوح العينين في الشراك التي نصبها له اعداءه - حقيقة كانّ الرجل يتحدث عن بولاد.. لوممبا السودان.. فبولاد يعد من الكوادر الادارية والتنظيمية النادرة في السودان وكان شابأ صغير السن ويتمتع بصفات تفوق سنه بكثير كل هذا خلق له حسادأ داخل تنظيم الحركة الاسلامية نفسها ومنهم من تقمص دور الصديق والناصح ويقال ان هناك من بعضأ من ابناء دارفور المنظمين هم من نصحوه بالخروج وزينوا له بانهم سيقفون الي جانبه حينما يأتي الي دارفور ولكن هذا ما لم يحدث بل الذي حدث انهم هم الذين وشوا به ويدل علي هذا ان تحركات بولاد كانت مرصودة منذ تحركه من معسكرات الحركة الشعبية والي دخوله دارفور ولذا سهل القضاء علي حركته بكل سهولة . وهذا ما حدث للوممبا تمامأ فهو كان في حماية قوات الامم المتحدة في ليوبولد فيل وحين قرر ان يهرب الي ستانلي فيل معقل انصاره لم يعلم بهذا القرار الاّ قلة من اصدقاءه ولكنه ما ان هرب في 28 نوفمبر1960 الا وكانت الكنغو كلها قد علمت بهروبه ووجهته لدي اعدائه كانت معلومة فهي ستانلي فيل (جبل مرة الكنغو) ولذا نصبوا له الشراك في كل وادي وكل نهر وكل درب وكل تلة وجبل وحين كان علي قاب قوسين او ادني من ان يصل الي بر الامان خاصة بعد ان عبر نهر سانكورو اذ بقوات الامن الكنغولي تطبق علي زوجته وابنه وبعضأ من اتباعه الذين كانوا في الجهة الاخري من النهر في انتظار ان تعودالعبارة التي عبرت بلوممبا لتأخذهم هم كذلك . الظروف وضعت لوممبا في خيارين اما ان يمضي مع من معه الي ستانلي فيل حيث يمكنه ان يقود الثورة من هناك واما ان يعود الي زوجته وابنه . موقف درامي لا يتمني اي انسان ان يوضع فيه لكن لوممبا قرر ان يعود الي عائلته التي وقعت في الاسر رغم مناشدة رفاقه الذين كانوا معه بالا يعود فمنهم من كان يحاول اقناعه بالمنطق ومنهم من كان يجذبه من قميصه للاستمرار في السيرولكن كل المحاولات قد باءت بالفشل فقد اختار لوممبا مصيره ووصي رفاقه بالثورة واستمراريتها وعاد الجبل ادراجه الي جلاديه وشيعه رفاقه بالدموع والبكاء وكنت تلك اخر مرة يرونه فيها .. بولاد نفسه تهيأت له فرصة النجاة بنفسه والعودة الي غابات الجنوب مع عبد العزيز الحلو وآثر المضي قدمأ في الخطة التي رسمها من قبل . وقد وقع بولاد في اسر القوات السودانية والتي كانت تحت امرة والي دارفور الطيب محمد خير وكان بولاد اميرأ له ومسئولأ له في الحركة الاسلامية وبصفته كوالي علي دارفور والمسئول الامني الاول عليها كان ممن حضر اللحظات الاخيرة قبل اعدام بولاد ولا شك انه كان من بين الذين اتخذوا قرار الاعدام وبغض النظر الي الرأي الذي قاله في الاجتماع الا ان له مسئولية تاريخية في حادثة اعدام بولاد .. تمامأ مثل ما حدث مع لوممبا فان الجيش الكنغولي كان تحت امرة موبوتو سيسي سيكو وكان هو نفسه من القيادات الشبابية في حزب لوممبا‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍.. ومن النقاط الاخري التي يشترك فيها مصير لوممبا بمصير بولاد ان هروب لوممبا من ليوبولد فيل كان في شهر نوفمبر وهو نفس الشهر الذي دخلت فيه قوات بولاد الي دارفوراي ان كلاهما بدأ في نفس الشهر مشروع النضال الثوري ضد الانظمة القائمة والتي ساهم كلأ منهما في وضع لبناتها الاساسية . وحتي ان استشهادهما تم في نفس الشهر لوممبا يناير 1961 بولاد يناير 1991حتي السنة نفسها كانت تحمل رقمأ فرديأ . وكلاهما كان اعداءهما يخشي من حياتهما مثلما يخشون من موتهما فلذا حين اعدم لوممبا مع رفيقيه جوزيف اكيتو رئيس مجلس النواب وموريس موبولو وزير الاعلام عمد اعداءهم الي قطع اجسادهم الي اجزاء صغيرة واذابتها في حامض الكبريت وهذا سر لم يعرف الا بعد (40) سنة ‍.. اما بولاد فلا احد يعرف ماذا جري لجثته ؟ واين هي؟. وقد اشتركا الشهيدان حتي في مسألة الاشخاص الذين كانوا يعرفون الاسرار التي تتعلق باعدامهما فما جري للوممبا كان سرأ لا يعلمه الا اشخاص يعدون باصابع اليد هم كازافابو رئيس الدولة - مويس تشومبي حاكم مقاطعة كاتانقا (شابا حاليأ) - موبوتو رئيس زائيرالسابق (الكنغو حاليأ ) - فيكتور نينداكا رئيس جهاز الامن الكنغولي وهذا الاخير كان لديه العلم بكل ما حدث للوممبا منذ هروبه من ليوبولد فيل الي اعتقاله علي ضفاف نهر سانكورو مرورأ بسجنه في ثاسيفيل ونقله منها الي اليزابيث وانتهاءْ بترحيله الي كاتنقا حيث اعدم هناك فهو الشخص الذي كان مسئولأ عن كل هذه الاشياء .. ونواصل ..




----------------




داؤود.. بولاد باتريس لوممبا السودان(3) بالنسبة لقضية بولاد فان صلاح غوش رئيس جهاز المخابرات السودانية الحالي يعتبر فيكتور نينداكا السوداني فهو كان مسئولأ عن فرع العمليات الخاصة الذراع التنظيمي للحركة الاسلامية داخل جهاز الامن االعام فبصفته هذه كان علي علم تام بجميع تحركات بولاد من البداية بناءْ علي التقارير التي وصلت اليه وقد لعب فرع العمليات الخاصة دورأ هامأ في القضاء علي حركة الشهيد داؤود يحي بولاد واعتقاله في دليج وترحيله منها الي نيالا ومن ثم الي رحلة المجهول التي لا يعلم عنها احدأ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌. ولكن ما يعلم عنها ان بولاد قد اعدم . اين ؟ بايدي من ؟ كيفية ذلك؟ متي تحديدأ؟ بأوامر من؟ وماذا حدث لجثته ؟ هذه الاسئلة كلها تحتاج الي اجوبة وقد يمضي زمن طويل قبل ان تعرف كل الحقيقة.. هذه الحقيقة التي يعرفها اشخاص بعدد اصابع اليد وصلاح غوش بلا شك من بين هؤلاء الاشخاص واللائحة بالاضافة اليه تضم الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه والزبير محمد صالح وابراهيم شمس الدين والطيب محمد خير ونافع علي نافع واحمد ابو الجاز.هذه هي الشخصيات الرئيسية التي تعرف ما جري لبولاد في يناير 1991. علي كل فان قوي الاستعمار الداخلي لم تكن تستطيع ان تغتال الشهيد بولاد الا بتعاون بعضأ من ابناء دارفور الذين باعوا قضية اهلهم ووطنهم بمناصب زائلة. فالطالب الذي سلم بولاد لمكتب العمليات الخاصة كان الثمن الذي دفع له مقابل ذلك هو(50) الف جنيه سوداني - وباعوه بثمن بخس دراهم معدودة - ولا زال البعض وحتي وقت قريب يفتخر بانه قتل حسب الله بفأسه ‌. انه تأريخ اسود يتمني اي انسان ذو ضمير حي وشارك في اجهاض ذلك المشروع الثوري الوليد يتمني لو لم تلده امه .. بالنسبة لنا من الصعب ان نجد العذر والتبرير لاؤلئك سوي شئ واحد دفعهم لذلك وهو بريق السلطان وشهوة المال. ولكني وكأني أري بولادأ في عليائه يقول لامثال هؤلاء مقولة المسيح ( رباه اغفر لهم فانهم لا يعلمون جرم ما فعلوه ) . عودة مرة اخري الي نقاط الالتقاء في سيرة كل من لوممبا وبولاد فبعد سنوات قليلة من اعدام لوممبا صار كل من شارك في تلك الجريمة ينكر مشاركته فيها فالرئيس كزافابو اصبح يلقي بالمسئولية علي موبوتو وتشومبي فيما يدفع موبوتو بان تشومبي هو القاتل اما تشومبي فيقول ان موبوتو وكازافابو والسلطات البلجيكية هم الذين قتلوا لوممبا لانهم ارسلموه اليه نصف ميت بل انه احيانأ كان ينخرط في البكاء كالصغار حين يحول ان ينفي عن نفسه تهمة قتل لومبا . ومثل ذلك تقريبأ قد حدث بعد انشقاق الحركة الاسلامية السودانية اذ اصبح كل فريق يلقي تبعات قتل بولاد علي الاخر حتي رئيس الجمهورية نفسه قال في خطبة بالابيض بانهم هم الذين قتلوه وكان يعني بذلك جناح الترابي - موبوتو لم يكتفي بنفي تهمة الاشتراك في قتل لوممبا بل ان الكثير من افكار لوممبا حول الافريكانية رأت النور عبرموبوتوالذي بني له تمثالأ في وسط العاصمة وسماه بطل الكنغو القومي حتي انه غير اسمه من جوزيف ديزايه الي موبوتو سيسي سيكو وغير اسم الكنغو الي زائير وجعل العودة الي الجذور الافريقية القديمة عقيدة للدولة ونزع الزي العسكري ليتخذ من اللباس الافريقي زيأ تقليديأ له. انتصر لوممبا وهو الذي لم يضمه قبر ولا رمس ولا تابوت . انتصر علي اعدائه الذين قتلوه فبينما ماتوا هم جميعأ تشيعهم اللعنات ظل هو حيأ خالدأ وكذلك بولاد هذه اشياء لا تعلم حكامات الجنجويد عنها شيئأ .. انتصر بولاد علي من قتلوه فهم لم يتركوه ليعيش ويمثل امام محكمة عسكرية والتي كانت بلا شك ستحكم عليه بالاعدام فهم كانوا يخشون ان تتحول محكمته الي محاكمة لهم وحين قتلوه اصبحوا يخشون منه ميتأ اكثر منه حيأ . انتصر بولاد لانه لم يمت انه كطائر العنقاء الاسطوري في الميثولوجية الفينيقية ما ان تقذفه في النارالا وينهض من بين لهيبها مرة اخري ليحلق عاليأ في السماء. ان طائر العنقاء قد عاد مرة اخري ليحلق في سموات جبل مرة وعين سيرو و كورما ولبدو وقارسيلا ودليج وشوبا وقلول وكورنوي وغبيش وام كدادة . عام 1990 و1991قاتل بولاد وحيدأ لكن دارفور اليوم كلها تحارب وهي بولاد.. عظيم ان تصنع ثورة وان تعيش من اجلها ولكن الاعظم ان تصنع ثورة وتعيش وتموت من اجلها وقليل من الناس من يفعل ذلك ولا شك فان داؤود بولاد كان من تلك القلة .. محمدين محمد اسحق ..




بلجيكا







http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1106489398